تغريبة المطر للشاعرة روضة الحاج
إذ أمطَرَت
أرْوَت مواتَ الروح في قلبي
فقامت نخلتان
تتقاسمان الجرحَ ميمنةً وميسرةً
على حدِّ الضجر
وسقت نشيداً
كاد من طول انتظارٍ ينكسر.
إذ أمطرت
نهضت جميع معازفي
غنَّت مع (السيَّاب) أغنية المطر
(مطرٌ.. مطر)
وأنا ارتطامُ السحب بالسحب
اشتياقُ الأرض.. عزفُ الريح
سرُّ العطر في رئة الزَّهَر!!.
إذ أمطرت
ناديتُ مدَّ مواجعي
لو تغسلين جراحنا مثل الشجر
لو تُنبتين الميتَ من أحلامنا
مثل الشجر
لو تُرجعين أحبةً رحلوا..
وأحباباً مضوا مثل الشجر
لو تهطلين على جياع الأرض أغطيةً وبَرّ
لو تنزلين الآن عافيةً على المرضى
سقوفاً للأُلِي يستدفئون بصبرهم
والكون قُرّ
لو تهطلين على الصغار حليبهم
في كوكب يغتال ضحكتهم
ويجلد صدقهم جهراً وسرّ
لو تهطلين على جميع الأرض يوماً بالسلام
لكتبت أغنيتي بأمْوَاهِ المطر!!.
إذ أمطرت
غنيت للحرية الزرقاء تأتي إذ تشاء
تختار أمكنة العطول بغير إملاءٍ
وتعبر كيفما كان الفضاء
ما همّها من هذه الأرض الغريبة لونها
لا أوقف الحراسُ قافلةً لها
لا فتَّشوا أوراقها
لا جاءت الطابور..
تطلبُ ختمَ أن تمضي إلى الأقصى
فتغسل عنه أدران الحياة
يا للمطر!!.
عدل رحيلك في بلاد الله يا هذا النبيل
أوفيتَ إذ وعد الجميع وأخلفوا
إلاك تأتي وقتما انتظروك بالتعب الجميل
بسطاء حد تعقد الأسماء
هل تعني السعادة غير أن يأتي المطر؟!
تمضي إلى حيث اختيارك
(والرشيد) مهابة وثقت
بأنك عائدٌ أبداً إليه
مهما عبرتَ من المَهَامِهِ والفجاج
سِرْ في فضاء الله واهطل حيثما قررت أنت
لك أن تكون أمير نفسك سيدي
وله الخراج!!
أنت الذي نظرَت عيونُك كل عورات الزمان
قل للذين تفرَّقوا في كل درب يبحثون
إني رأيت غريقكم في بطن حوت
قل للتي انتظرَت حبيباً لا يجيء
سنة ويكمل ألف عام
سيجيء إنْ حَطَّ الحمام على البيوت
نذر اقترابك ضجة الدنيا وجلجلة الفضاء
والرعد يكسر صمتها
والبرق يشعل صوتها
بالحب والخوف الجميل وبالرجاء
هل لونك السحب التي حملتك أم لون السماء؟؟
هل أنت أخضر
أم مآلات احتجاجك يا نبيل على الجفاف؟؟
يا واهباً حد الكفاف
يا مانحاً حد العفاف
تحنو على كل الدُّنَى
حتى على البحر الكبير
مطر يجود على البحار
من منكما بدأ العطاء؟؟
سر في فضاء الله وافعل ما تشاء
يا سيدي.. أنت الحياة!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق